وجاءت العملية الأمنية التي قامت بها مديرية أمن الدولة وأدت الى توقيف كل من اللبنانيين: (ع. أ) و(ك.د) و(أ.ف) وهم من جبل أكروم وسهل عكار، ويعتبرون من أبرز تجار ومهربي الأسلحة، حيث تم توقيفهم في بلدة كفرتون وضبط بحوزتهم عددا من البنادق والمسدسات والذخائر الحربية بالإضافة الى هوية مزورة وعملات مختلفة، وتبين في التحقيق وجود بلاغات ومذكرات توقيف والقاء قبض في حق الاول، كما أن أحدهم كان قد جرى توقيفه قبل مدة من قبل أحد الأجهزة الأمنية.
التوقيفات أعطت دليلا قاطعا على إستمرار عمليات التهريب عبر منافذ وادي خالد، وبعض قرى سهل عكار، إذ من المستحيل التمكن من ضبط الحدود الواسعة التي تربط الجانب اللبناني بالجانب السوري، حيث يتم شراء الأسلحة وبيعها في الداخل اللبناني.
وفي هذا السياق تفيد مصادر حدودية مطلعة الى ″أن عمليات التهريب أو التجارة البينية على الحدود لا تزال ناشطة على الحدود الشمالية مع سوريا، وتحديدا في منطقة وادي خالد، ومنطقة العبودية الحدودية، وذلك بعد استقرار الوضع الأمني على مساحة واسعة من الحدود داخل الأراضي السورية، وإعلان عدد من القرى والبلدات السورية ولاءها الكامل للنظام السوري، الأمر الذي أعطى حقا حصريا لتلك البلدات وللجان الشعبية فيها لتدبر أمورها والاستفادة من التجارة البينية عبر الحدود مع تجار من الجانب اللبناني، في حين تبدو الأمور أكثر تماسكا من جهة جبل أكروم″.
وتشير المصادر الى ″أن السلع الأكثر تداولا هي الخبز والمازوت والدخان الذي يدخل من لبنان الى سوريا، بينما يتم تهريب قطعان الغنم بشكل رئيسي من سوريا باتجاه لبنان″.
وتضيف المصادر: ″ان عمليات التهريب تمر بفترات متفاوتة حيث يتم غض النظر أحيانا وتشديد الرقابة أحيانا أخرى″، مؤكدة ″أن عملية نقل البضائع تتم عبر البغال التي تعبر المناطق الجردية وتحديدا عبر وادي الواويات، وذلك بغطاء أو بغض النظر من قبل الأمن السوري، كما يتم تمرير البضائع الى الداخل السوري عبر الباصات الى منطقة العريضة ومن ثم في المراكب التي تعبر النهر، وصولاً إلى منطقة الحويش السورية، قبل أن توزع على بلدات صافيتا، دريكيش وغيرها، إضافة الى وجود عدد من المنافذ في منطقة العبودية في سهل عكار″.