لا بأس من سكين في البطن أو رصاصة في القدم.. الثمن يرتفع في هذه الحالة. المهم أن "تنتصر" صورة "زعيمنا" على صورة "زعيمهم".
"حروب الصور" التي تجري في طرابلس صارت فاقعة إلى حد الفظاعة والفجاعة. كل يوم معركة بين "الشبيحة" و"الأنصار". وكل يوم توتير شوارع الفيحاء، بينما تحاول استعادة حيويتها في أجواء رمضان. ناس تركض في كل الاتجاهات خوفاً من أزعر قرّر رفع صورة زعيمه.
لماذا هذا المشهد السوريالي في طرابلس بينما لم تشهد مدينة لبنانية رفع صورة واحدة؟
لماذا بدأت الانتخابات النيابية في طرابلس بالصورة قبل أن يتفقوا على القانون؟
هل يعتقد البعض أن الصورة تزيد من الشعبية؟ وهل يعتقد البعض أن دفع ثمن صورة أهم من مساعدة محتاج؟ لو احتسبنا كلفة الصور المرفوعة في طرابلس لوجدنا أنها كانت كافية لإطعام مئات العائلات.
لا يحتاج أحد من هؤلاء السياسيين إلى صورة كي نتعرّف عليه.. لماذا إذا رفع الصور؟ هل يعتقد هؤلاء أن صورهم زينة؟!
عيب ما يجري في طرابلس.. عيب على السياسيين، وعيب على المحاسيب والأزلام والمتزلفين والانتهازيين والمتاجرين.. عيب على البلدية أن تسمح بهذه الفوضى المتفلتة من عقالها أحياناً "برعاية" بلدية.. عيب على القوى الأمنية التي تتفرّج على ما يجري حتى تقع المشكلة حتى يتدخلوا.
طرابلس مقبلة على موسم الأعياد، وإذا بقي صراع الصور قائماً، فإن هذا الموسم سيدفع الثمن.
المطلوب مبادرة جريئة.. من السياسين قبل اي أحد آخر.. فلتتوقف هذه المهزلة.. فليتوقف رسم خطوط التماس الجديدة بين تجار الصور..
غابة الصور تدلّ على واقع أليم.. ويبدو أن هناك من يريد إغراق المدينة في ظلام الجهل ويأخذ الناس إلى عبادة الصور.
جريدة الرقيب