يشعر العماد ميشال عون بان هناك من يمعن في حشره في الزاوية، من غير تقدير دقيق للعواقب.. والعقاب. أوساطه تعدد بمرارة "لائحة العقوبات" المفروضة على الرابية منذ فترة طويلة: ممنوع الوصول الى الرئاسة، ممنوع وضع قانون انتخاب عادل يحقق التمثيل الصحيح للمسيحيين، ممنوع الأخذ بمطالب وزراء "التيار" المشروعة وفي طليعتها التعيينات المؤجلة من عام الى آخر، ممنوع مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين..
بينما يكثر التحليل و «التبصير» في بيروت حول الطريقة التي سيتعاطى بها الرئيس سعد الحريري مع العرض الذي قدمه له الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله للعبور «الآمن» الى السرايا الحكومية عبر «الاوتوستراد السريع» المتمثل في انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.. فإن رئيس «تيار المستقبل» لا يزال يأخذ وقته في الدرس والتمحيص، محاولا الاستفادة من فرصة الاجازة الصيفية البحرية للتأمل بهدوء، وإنضاج قراره تحت حرارة شمس آب.
خرجت جلسة الحوار الـ33 بين تيار "المستقبل" و "حزب الله" عن جدول أعمالها التقليدي. الوضع الأمني في لبنان تحت السيطرة، الجيش يقوم بواجباته على الحدود، لا مواقف سياسية متشنجة تدعو الى تحريك الشارعين السني والشيعي. أكثرية القيادات السياسية لا تزال في إجازاتها الصيفية، رئاسة الجمهورية مؤجلة في ظل تمسك الحزب بترشيح العماد ميشال عون للرئاسة، مقابل تمسك الرئيس سعد الحريري بترشيح سليمان فرنجية.
يتجه ملف أحداث طرابلس المتعلق بجولات العنف العشرين بين التبانة وجبل محسن الى الإقفال، مع خروج زياد الصالح (علوكي، قائد محور الحارة البرانية) من سجن رومية، وهو آخر قادة المحاور الأساسيين الذين أمضوا محكوميتهم، وتمت تبرئتهم من تهم الإرهاب. ومن المفترض أن يتم الإفراج عن سائر الموقوفين في هذا الملف بعد انتهاء فترات حكمهم تباعا وصولا إلى إقفاله نهائيا.
علم أنّ زياد علوكي، قائد محور البرّانية سيخرج اليوم من سجن رومية، بعدما أمضى محكوميته. وستقام له استقبالات شعبية واسعة في باب التبانة وستُنحر له الخراف.
هادئة كعادتها هي بنشعي، فلا جديد يلوح في الأفق الرئاسي، ولا تطورات سياسية محلية أو إقليمية تشير الى قرب إنجاز هذا الاستحقاق، ولا زحمة زوار على جدول مواعيد النائب سليمان فرنجية الذي يقتطع بعضا من وقته ليواكب نجاح عقيلته ريما في «مهرجان إهدنيات الدولي»، وإنتعاش الحركة السياحية والاقتصادية في إهدن في كل صيف منذ سنوات.