ترتفع شجرة الميلاد المضاءة في دارة النائب وليد جنبلاط في كليمنصو عملا بتقليد قديم، يشمل إقامة عشاء عائلي ليلة العيد. إلا ان هذه الزينة الميلادية لم تكن كافية لإخفاء علامات القلق التي بدت واضحة على وجه رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي».. وكلماته.
ما يزال الرئيس نجيب ميقاتي يتطلع بريبة الى الخطوة التي أقدم عليها الرئيس سعد الحريري وأفضت الى انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وإلى ما سبقها من اتفاقات وما سيليها من نتائج.
ضمنيا يتخوف ميقاتي من أن يكون وصول عون الى سدة الحكم بمثابة دق الاسفين الأول في نعش اتفاق الطائف، خصوصا أن مواقف «تيار المستقبل» بشأن التمسك بـ «وثيقة الوفاق الوطني» (برأي المحيطين به) تبقى في إطارها الشفهي فقط، أما الممارسة العملية فتأتي عكس ذلك.
انطلاقا من هذا التخوف، يسعى ميقاتي الى تثبيت معارضته الوطنية للعهد الجديد الى جانب سائر القيادات المعارضة، وهو يضع في سلم أولويات المرحلة السياسية المقبلة شعار «الحفاظ على الطائف» والدعوة الى تطبيقه كاملا لتحقيق قيام الدولة العادلة، من ثم البحث في إمكانية إجراء التعديلات التي يتوافق اللبنانيون على أنها ضرورية، مشددا على أن حرصنا على اتقاق الطائف هو من منطلق وطني بحت.
شكل اللقاء الأول من نوعه الذي عقد بين الرئيس نجيب ميقاتي والمئات من فاعليات وشخصيات ورؤساء بلديات ومخاتير وشباب وشابات الضنية والمنية في قاعة الفيحاء، خطوة متقدمة على صعيد تمدد «تيار العزم» الى هذا القضاء تمهيدا لانطلاق العمل السياسي والانمائي فيه، بعدما كان على مدى عشر سنوات خلت حكرا على «تيار المستقبل» الذي جاء مؤتمره العام الثاني ليُقصي كل مرشحي القضاء في انتخابات مكتبه السياسي، باستثناء تعيين يتيم جاء من حصة المنية!
ويبدو واضحا أن ميقاتي قد اتخذ قرارا جديا بالتمدد نحو الضنية والمنية ومحافظة عكار، وعلمت «السفير» أنه يجري الاعداد للقاء كبير يجمع فاعليات وشخصيات عكارية مع ميقاتي في طرابلس وذلك للبدء بوضع خطة عمل سياسية وتنموية للمحافظة.
من المفترض أن يشكل المؤتمر العام الثاني لـ«تيار المستقبل» انطلاقة جديدة له على أسس تنظيمية وديموقراطية، لا سيما على صعيد سقوط منطق التعيين الذي كان معتمدا طيلة السنوات الماضية في المكتب السياسي واللجان والمنسقيات، واستبداله بالانتخابات التي جددت أمس قيادة «التيار»، باختيار 20 عضوا للمكتب السياسي، مقابل تعيين 12 عضوا.
تتجه الولايات المتحدة الاميركية الى إعادة تموضع كبيرة في منطقة الشرق الاوسط، خصوصاً إذا وصلت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون الى البيت الأبيض، ويتوقع أن يكون لهذا التموضع انعكاساته على لبنان ومجمل الاوضاع الاقليمية.تعقدت الازمات في لبنان والمنطقة تعقدت كثيراً بعد الانقلاب الفاشل في تركيا وما تلاه ولا يزال من تطورات، سواء في الميدان السوري، أو في بقية ميادين الاقليم.