فرضَ الخطر الإرهابي الذي يتهدّد لبنان، تعزيزاً لجهوزية الجيش اللبناني في مواجهته على امتداد المساحة اللبنانية، والعين العسكرية مسلّطة على مكامن هذا الخطر، سواء في بعض المخيّمات الفلسطينية (مخيّم عين الحلوة) أو في مخيّمات النازحين السوريين، أو على الحدود منعاً لتسرّب الإرهابيين إلى الداخل اللبناني.
ليل أمس، حقّق الشيخ أحمد الأسير أبرز طلباته منذ أن تمّ توقيفه منذ حوالي السنة، وذلك بأن تم إخراجه من سجن الشرطة العسكريّة في الريحانيّة «لأسباب صحيّة». إمام «مسجد بلال بن رباح» في عبرا لم يكن وحده ضمن الموكب الذي انتقل من الريحانية إلى سجن رومية بأمرة «فرع المعلومات» في قوى الأمن الداخلي، وإنّما كان معه الوزير الأسبق ميشال سماحة، ودائما على قاعدة «ستة وستة مكرر».
لان في كل "عرس له قرص" لم يرد مخيم عين الحلوة ان يشذ عن القاعدة هذه المرة، مع دخوله عين العاصفة الاقليمية، في ضوء التطورات الدراماتيكية التي تشهدها ساحته، المقتصرة على داخله حتى الساعة، من اغتيالات وحركة شعبية اعتراضية وتغييرات عسكرية، وعمليات تسليم مطلوبين انفسهم للدولة اللبنانية، فيما يبدو في سباق مع الزمن قبل ان يكون ما كتب اقليميا قد كتب. كل ذلك بمواكبة وفد رسمي فلسطيني للاوضاع بناء لتعليمات القيادة في رام الله، حيث خطوط الاتصال مفتوحة على مدار الساعة ترقبا وتحسبا لكل جديد قد يطرأ، رغم ان شيئا ما تغير وتبدل، من الحركة الشعبية المتصاعدة ، نتيجة تبدل موازين القوى فيه والرعب المسيطر من نكبة جديدة.
وصلت رسالة المسلحين المتشعبة إلى عرسال واضحة لا لبس فيها: «الأمر لنا».
فيما تشهد فرنسا وعواصم غربية وعربية هجمات إرهابية، كان آخرها عملية نيس التي اعتمدت أساليب إجرامية جديدة، وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، يبدو أنّ الإستقرار عاد الى ربوع البقاع الشمالي تدريجاً على رغم أنّ منسوب الحذر يجب أن يبقى مرتفعاً.لم تعد التدابير الأمنية مجرّد خبر يُذاع عند حدوث أيّ عمل أمني أو تفجير إرهابي، بلّ إنّ الواقع العسكري في مناطق البقاع الشمالي بات يفرض نفسه، والجيش اللبناني في حال استنفار دائمة لأنّ المخططات الإرهابية التي تُحضّر قد تكون كبيرة.